الأربعاء، 18 أغسطس 2010

فقر الدم - بقلم الدكتور فلاح الشمري - بغداد

(فَقرُ الدَّم)

Anaemia

بقلم : الدكتور فلاح الشمري – بغداد

لعل اكثر الامراض شيوعاً فقر الدم , فهو يصيب الصغار والكبار على حدٍ سواء , ولا يفرق بين دوله متحضرة ودوله ناميه , فالكل يشكو من زيادة نسبة المرض . وفقر الدم او الانيميا – ليس في حد ذاته مرضاً , بل هو عرض لامراض شتى , لذا كان من الواجب على الطبيب ان يتحرى السبب الذي ادى الى فقر الدم , فيصل الى اصل الداء , وبذلك يمكن ان يستأصله ويعالجه العلاج الناجح , ولذلك نرى الفارق واضحاً بين من يعالج العرض ولا يستقصي المرض ومن يعالج المرض فيقضي على العرض . فالذي يعطي العلاج على غير هدى لابد وان يرى مريضه وقد عاوده المرض , ويراه يشكو فقر دمه من آن لاخر .

احب في بادئ الامر ان استرعي انتباه القارئ الى انه كثيراً مايقال للمرء انك شاحب اللون اليوم فسرعان مايتطرق الى فكره انه يعاني من فقر الدم مع ان لشحوب الوجه اسباباً عده .

فترى ذلك مثلاً في بعض العائلات من ذوي البشره الشاحبه , وكذلك في بعض امراض الكلى او خمول الغده الدرقيه , ولكن هذا لا يعني ان صاحب هذه البشره لايعاني من فقر الدم , وفي بعض الاحيان نرى الوجه متورداً , ذا حمره جميله نتيجة لتمدد في الشعيرات الدمويه ولكنه يخفي تحته فقر الدم , ومن هنا يجب ان لا يغتر الفرد بالمظهر , او يحكم على وجود المرض او عدمه .

متى يقال ان الشخص يعاني من فقر الدم ؟

تكون الكريات الدمويه الحمراء في الدم الطبيعي حوالي 4,5 – 5 مليون كريه في المليمتر المكعب من الدم , وتحتوي هذه الكريات الحمراء على مايقرب من 14 جراماً في المائة سنتيمتر المكعب من الدم من الماده الحمراء التي تعرف بالهيموجلوبين وهي الماده التي تحمل الاوكسجين الى خلايا الجسم , والذي عليه تعتمد حياة خلايا الجسم , فاذا نقصت هذه الكميه عدَّ الفرد ممن يعانون من فقر في دمه , ويكون بسيطاً في بعض الحالات ومتوسطاً في حالات اخرى , وشديداً في الحالات التي تنقص فيها نسبة الهيموجلوبين عن 7 جرام في المائه .

ولكون النساء يحضن كل شهر فيفقدن بعض الدم , نجد ان نسبة الهيموجلوبين بينهن تقل عن النسبه في الرجال بحوالي 10- 15% , والاطفال بعد الولاده تتكسر كرياتهم الحمراء سريعاً فيكونون في فقر دم بعد هذا التكسر في الشهور الاولى . ثم بعد ذلك تخرج خلايا الدم السليمه فتكون طبيعتها لا تتكسر بسرعه , فترتفع نسبة الهيموجلوبين , الى ان تصل الى المستوى العادي بعد الشهر السادس , على شرط ان يغذى الطفل الغذاء الصحيح .

وبالبحث العلمي وجد ان عمر الكريات الحمراء هو 120 يوماً للكريه . وتأتي بعدها كريه صحيحه لتحل محلها واذا زاد التكسر عن اللازم قلت الكريات , وبالتالي قل الهيموجلوبين , فيحدث فقر الدم , ومن هنا يمكننا ان نلخص اسباب فقر الدم فيما يأتي :-

اسباب فقر الدم :

1. اسباب ناتجه عن نقص المواد التي تدخل في تركيب الهيموجلوبين والكريه الحمراء واهمها مادة الحديد .

2. فقدان الدم من الجسم .

3. عيوب خلقيه في الكريات الحمراء .

4. فقدان الدم الذي يصاحب الامراض الاخرى .

(1) قلت في اول المقال ان سبب شيوع فقر الدم لايقتصر على الفقراء الذين لايجدون مايحتاجونه من حديد في غذائهم , او اصابتهم بالديدان التي تتغذى على كرياتهم الحمراء كالانكلستوما , اذ اننا نجد الاغنياء كذلك احياناً لايحسنون اختيار طعامهم , او يحجمون عن الطعام الغني بالحديد عندما يتبعون حميه خاصه حفظاً على وزنهم ورشاقتهم . ومن حكمة الخالق جل وعلا ان اودع مادة الحديد في معظم الاطعمه , حتى يقدر عليها الفقير والغني – ولكن سؤ اختيار الاطعمه هو السبب في فقر الدم , فنجد مادة الحديد اللازمه للهيموجلوبين موجوده في الخضراوات الطازجه كالفجل والخس والطماطم والفلفل , وغيرها من الخضراوات التي تطبخ : كالملوخيه والباميه والسبانغ والبازاليا والكرنب وغيرها , وبنسبه اقل في الفواكه , ويوجد كذلك بكميات كبيره في العدس والبازاليا الجافه , ثم انه يوجد بكميات كبيره في اللحوم والكبده والكلاوي وغيرها من اللحوم . ولكي لا يتعرض الانسان لفقر الدم , لا بد وان يأخذ الكميات الكافيه من هذه الاطعمه , ومعظمها كما نرى لا يؤدي الى السمنه المفرطه , والحامل كالمرضع تحتاج الى كميات اكثر من هذه الاطعمه الغنيه بالحديد , وكذلك بعد العمليات المختلفه , والذين يقومون بعمل حميه شديده لنقص وزنهم والمسنون اسدي النصح اليهم للعنايه بطعامهم , حتى لا يتعرضوا لفقر الدم , وهم في غنى عنه . وهناك مواد اخرى لابد وان يحتويها الطعام كذلك ولكن الكميه التي يحتاجها الانسان قليله بحيث ان أي طعام صحي لا يخلو منها مثل فيتامين B او C – مركبات فيتامين B والمواد البروتينيه , فمن الواجب اذن ان نتحرى الدقه في اختيار طعامنا .

خذ مثلاً هؤلاء الذين يفطرون على كوب من الحليب (الفقير في الحديد) وقطعة ساندوتش . وساندوتش جبنه في الظهر ومثلها في العشاء , او الذين يعيشون على الشاي والبسكوت وما شابه ذلك – كل هؤلاء معرضون لان ينتابهم فقر دم , سرعان ماتتحسن حالتهم لو عادوا واتبعوا الطريقه الصحيحه في تناول طعامهم .

(2) فقر الدم الناتج من فقدان الدم : وهذا اما ان يكون شديداً وبصوره حاده , او يكون قليلاً وعلى مدى طويل .

فاذا فقد الشخص دماً غزيراً اثر حادث , او نزف من أي جزء في جسمه كما هو الحال في قرحة الاثني عشر , او اثناء الولاده , او الاجهاض او بعد عمليه جراحيه – كل هؤلاء في حاجه الى دم يعوضهم مافقدوه , وفي اسرع وقت ممكن , والا توقفت اجهزة الجسم , وربما ادى ذلك بحياة المصاب .

اما الذين يفقدون دمهم ببطء , فانهم لايحسون انهم يعانون من فقر دم الا اذا نقص المستوى الى درجه عاليه أي حوالي 40% او 30% بل في بعض الاحيان نرى المريض يسير على قدميه , ونسبة الهيموجلوبين فيه لاتزيد على 10% - 20% مع انه يعاني من اعراض كثيره سرعان مايؤولها لاسباب تحلو له . ثم نجد انه مصاب بعد فحص دمه . مثال ذلك : مرض البواسير التي تنزف او العاده الشهريه التي تحدث بكثره وبفقدان كميات كبيره من الدم . او قرحة الاثني عشر المزمنه - , او نزف بسيط وبطيء من الجهاز الهضمي من المرئ الى الشرج , او اصابة المريض بالانكلوستوما التي تدفن نفسها في امعائه وتتغذى على دمه , او البلهارزيا , او فقدان الدم في البول والبراز – كلها اسباب تؤدي الى فقر شديد بالدم .

ويجب ان لاننسى ان أي مرض يصيب الجهاز الهضمي ويعطل امتصاص المواد اللازمه لتركيب الكريات الحمراء – وعلى رأسها الحديد – تؤدي في النهايه الى فقر الدم , مثال ذلك – الاسهال المزمن نتيجة لمرض بالامعاء الدقيقه , والتهاب القولون المتقرح وغيرها .

(3) العيوب الخلقيه التي تصيب الكريات الدمويه الحمراء , وهي في معظم الحالات وراثيه : هذه الكريات تكون ضعيفه , ولا تحتوي الا على كميات قليله من الهيموجلوبين , وتتكسر بسرعه وبعدد كبير , بحيث انه لايمكن تعويضها الا بعد فتره طويله , بل وفي بعض الحالات تعجز الاعضاء التي تنتج الدم كالنخاع العظمي عن تعويضها , مثال ذلك الانيميا المنجليه , ومرض الثلاسيميا Thalacaemia وغيرها , ولكن هذه تشكل نسبه قليله من اسباب فقر الدم وبما انها وراثيه فالواجب – منعاً لحدوثها – ان يمنع التزاوج بين افراد العائله المصابه به , حتى يقل عدد الافراد المصابين بهذا النوع من فقر الدم .

(4) وهناك فقر الدم الذي يصحب امراضاً عده , كامراض الكلى , وخمول الغده الدرقيه , والالتهابات المزمنه , وتضخم الطحال , والامراض الخبيثه , وأمراض الدم المختلفه , لذا كان من الواجب عمل الفحوصات اللازمه لابعاد مثل هذه الامراض . على انه من الممكن ان تعمل عدة اسباب على حدوث فقر الدم , لذا كان من الواجب ان يكون فحص المريض بفقر الدم فحصاً دقيقاً , مع معرفة كل جوانب المرض حتى تكون الاسباب واضحه , وبذلك يكون العلاج صحيحاً .

اعراض المرض :

الدم كما هو معروف أكسير الحياة , وعلى الكريات الحمراء وما تحمل من هيموجلوبين يحمل الاوكسجين الى الخلايا – تتوقف حياة كل خليه , فاذا قلت نسبة الهيموجلوبين تأثرت جميع خلايا الجسم التي تكون الاجهزه المختلفه , لذا كان من الواضح انه في فقر الدم لابد ان تتأثر كل اجهزة الجسم , وتظهر الاعراض المختلفه , ومع هذه الاعراض تكون اعراض المرض الاصلي الذي سبب فقر الدم . ومن الملاحظ انه كلما كان فقر الدم بطيئاً كان ظهور الاعراض متأخراً وليس شديداً , مما لايضطر المصاب الى ترك عمله اليومي , حتى يصل الى الحد الذي لايمكنه معه ان يقوى على هذا العمل , واذا كانت الحاله حاده وشديده فان الاعراض تظهر واضحه وشديده , وسريعة الحدوث .

جهاز الدوران :

جهاز الدوران يتأثر بفقر الدم , ويتأثر كثيراً اذا كان القلب غير سليم (أي به مرض) , وكذلك تكون الاعراض شديده اذا كان فقدان الدم سريعاً ... فيحس المريض بزيادة في ضربات القلب عند القيام باي مجهود ولو بسيط , وكذلك تكون سرعة التنفس , وفي الحالات الشديده تحدث الصدمه , والعرق البارد الغزير , وسرعة النبض وضيق التنفس , مع القلق الشديد , وعدم الاستقرار . واذا كانت كمية الدم , وبالتالي كمية الهيموجلوبين والاوكسجين قليله – فان عضلات القلب تتأثر ويحس المصاب آلاماً شديده وضغطاً على الصدر , وهو مايعرف بالذبحه الصدريه , وفي الحالات الشديده يتضخم القلب , وربما حدث هبوط فيه .

الجهاز العصبي :

يحس المريض دواراً , وتسود الدنيا في عينيه عندما يقف بسرعه اذا كان مستلقياً على ظهره , وكذلك يحس صداعاً مع ازيز في الاذن , وارهاق شديد , وضعف في العضلات وتنميل وخدر – وأرق في بعض الحالات .

الجهاز الهضمي :

مريض فقر الدم يعاني من تلبك في جهازه الهضمي , فهو يشكو دائماً من انتفاخ بالبطن , وامساك يعقبه اسهال , والشعور بالغثيان والقئ في بعض الاحيان , ثم فقدان الشهيه في الحالات الشديده , مما يساعد على زيادة المرض حده , لعدم اكتفاء الجسم بما يحتاجه من المواد اللازمه له , كما تظهر بعض الاحيان التهابات باللسان والفم .

الجهاز التناسلي والبولي :

من المشاهد في حالات فقر الدم الشديد ان الحيض يقل عند النساء , وفي بعض الحالات يزيد فيزداد بذلك فقر الدم . وفي الرجال تقل الرغبه في الجماع , ويحس الفرد بعدم النشاط , ويحس بالخمول , وتتأثر الكلى كذلك , فيظهر في البول بعض الزلال .

وهناك اعراض اخرى مثل شحوب الجلد , وشحوب الغشاء المخاطي المبطن للشفتين واللسان , والتهابات وتشققات بزوايا الفم نتيجة لنقص الفيتامينات , ثم هناك تقعر الاظافر بدلاً من انحدابها .

تشخيص المرض :

يشخص فقر الدم ونوعه من تحليل الدم تحليلاً دقيقاً حتى نصل في النهايه الى نوع فقر الدم وسببه . وكما قلت لابد من معرفة السبب حتى تعالج الحاله على اكمل وجه . وفي بعض الحالات يكون الوصول الى التشخيص سهلاً , وبالتالي يكون العلاج سريعاً ومجدياً . وفي بعض الحالات تتشعب الاسباب ولا يسهل التشخيص فيقوم المختص باللجوء الى اختبارات عده منها الفحص المجهري لكل مكونات الدم , وملاحظة ان خلايا غريبه به , وفحص الكريات الحمراء وتعريضها لتحاليل خاصه , لمعرفة طبيعتها , ومدى حيويتها وعمرها , وغير ذلك , ثم معرفة ما اذا كانت هناك مضادات في البلازما تعوقها عن وظيفتها , او تساعد على هدمها , وكمية الحديد الموجوده في البلازما , والمركبات الاخرى التي لها علاقه بالكريات الحمراء .

لكي يصل الطبيب الى تشخيص المرض لابد ان يفتح صدره لتلقي كل المعلومات من مريضه , وكذلك من واجب المريض ان لايبخل على طبيبه بالمعلومات التي تؤدي في النهايه الى الطريق للوصول الى المرض , وتاريخ المرض مهم في مجال فقر الدم , فلا ينسى المريض ان يخبر طبيبه ان كان قد فقد دماً في الماضي عقب نزف من أي مكان في جسمه , ويشرح له طعامه وهل تعرض الى حميه خاصه , او ان عمله متصل بالكيمياء , او تعرض لاي مرض في حياته , وهل فقر الدم منتشر في أسرته , ولاتبخل السيده في احاطة طبيبها بالعاده الشهريه وكميتها , وعن عدد اطفالها وهل اجهضت او فقدت دماً في الولاده شديداً . وهل ترضع اطفالها – كل هذه معلومات تفيد الطبيب وتلقي الضوء على المرض , اما ان يترك الطبيب في متاهات لايدري مداها ليعرف مدى مهارته – فهذا ليس من التبصر , فعلى المريض واجبات ايضاً يجب ان يؤديها حيال مرضه ويساعد طبيبه ويخبره عن كل مايتعلق بهذا المرض .

واجد الشرح يطول في هذه الفحوصات وغيرها مما يختبر به الدم حتى نعرف سبب فقر الدم , والذي يهمني في الامر واريد ان اوضحه هو ان بعض المرضى يضيق ذرعاً لو اخذ منه دم لفحصه يوماً بعد يوم . ويظهر هلعاً شديداً من انه يفقد دمه بهذه الطريقه , علماً بانه لايفقد الا شيئاً يسيراً جداً حتى لو وصل الى 50 سم3 فلن يضره هذا , على ان هذه النسبه الضئيله للفحص يعوضها الجسم بسرعه , ويجب على المريض ان لايبخل بدمه في هذا المجال حتى يصل الطبيب الى تشخيص مرضه , واذا وجد انه يحتاج الى نقل دم فسيعوضه عن ذلك ايضاً , وكم من مريض خرج من المستشفى دون التوصل الى تشخيص مرضه , لانه ابى ان يعطي هذا الجزء اليسير من دمه للفحص , ضارباً عرض الحائط بنصيحة الاطباء له .

وفي بعض الحالات نحتاج لنعرف ماذا يجري في نخاع العظام حتى يسبب فقر الدم فيجري مايعرف ببزل نخاع العظام وهي عمليه سهله ولكنها تقدم فكره جيده , وربما كشفت تشخيص المرض وسببه بفحص محتويات النخاع العظمي تحت الميكروسكوب .

ولقد دخلت النظائر المشعه في اختبارات الدم المختلفه , ومنها اختبار الكريات الدمويه الحمراء: عدداً ونوعاً , ومدى تحملها , ومدة حياتها واين يكون مصيرها , وغير ذلك من الفحوصات اللازمه حتى نكون على بينه مما يجري في الدم , وفي بعض الحالات نحتاج الى مثل هذه الفحوصات للتوصل الى معرفة كنه المرض , وعلى المريض بفقر الدم ان لايضيق صدره حين يجد نفسه يتعرض لفحوص البول والبراز , وأشعات مختلفه على جسمه : من صدر وامعاء وكلى , فان فقر الدم – كما قدمت – ربما يكون عرضاً , ولا بد من التوصل الى هذا المرض , وبذلك نعرف اصل الداء , فنصف له الدواء .

العلاج :

وهنا للوقايه دور كبير , وكما اسلفت لابد ان يعتني الانسان بغذائه كمَّاً ونوعاً , له , ولاسرته: زوجته واولاده – طعام غني بالبروتينات والفيتامينات والحديد , حتى لايتعرضوا لفقر الدم . وتزداد كمية الاطعمه التي تحتوي الحديد اذا تعرض الجسم لفقدان كثير من الدم . وكذلك الوقاية من الامراض الوراثيه وفي مقدمتها امراض الدم الوراثيه : كالانيميا المنجليه والسلاثيميا والهيموفيليا , وامراض نزف الدم وغيرها , ثم علاج الامراض المختلفه علاجاً صحيحاً سليماً , حتى لايعاود المريض فقر الدم اذا اعطي العلاج . ولابد من علاج الديدان المعويه , وعلى رأسها الانكلوستوما وعلاج البواسير التي تنزف . وعلاج الامراض النسائيه التي تسبب نزفاً من الرحم او عنقه وغير ذلك . فاذا ماعولجت الاسباب سهلت معالجة فقر الدم

وكما قلت لفقر الدم انواع كثيره , وعلى رأسها فقدان الدم او نقص في الحديد , وفي هذا النوع , اذا كان فقدان الدم شديداً وسريعاً اعطى المريض نقل دم حتى يتسنى للجسم القيام بوظائفه ثم يستمر المريض على العلاج بواسطة الحديد على هيئة اقراص , مع العنايه بالتغذيه الكافيه والغنيه بالحديد والفيتامينات اما اذا كان نقص الحديد بسيطاً , فيعطى العلاج بواسطة مركبات الحديد بالفم , على انه في بعض الحالات لايستجيب المريض للحديد بالفم , او يصيبه ارتباك شديد في معدته وامعائه , او يكون هناك نوع من الاسهال او التهابات القولون او امراض في الامعاء لاتسمح بامتصاص الحديد فهنا يعطى الحديد بواسطة الحقن , ويقتصر الحقن على هذه الحالات او الحالات التي يراها الطبيب , ولا داعي لان يصر المريض على اخذ الحديد بالحقن مع انه لايحتاج الى ذلك لان لذلك مضار , ففي بعض الحالات يسبب الحقن ارتفاعاً في حرارة الجسم مع خفقان بالقلب ... وغثيان وقئ , وسرعة تنفس , وفي بعض الحالات يسبب آلاماً تشبه الى حد كبير آلام الذبحه الصدريه , وكذلك آلاماً في منطقة الكلى , هذا علاوة على آلام الحقنه , والتهاب العضلات التي يعطى فيها الحديد , وزرقه تحت الجلد اذا لم يعط في عمق العضل . ومركبات الحديد بالفم كثيره ومتعدده , واذا وجد المريض ان نوعاً منها لايلائمه فيمكن ان يستبدله بغيره , حتى يجد النوع الملائم الذي لايسبب له اعراضاً تمنعه من تعاطيه . وهناك انواع من فقر الدم تحتاج الى مركب الفيتامين – B12 – او حامض الفولك وهو مايسمى بالانيميا الخبيثه , وتعطى هذه المركبات مدى الحياة اذا كانت الانيميا خبيثه , ولكن لاتعطى هذه لاي مريض بغرض التقويه , وحامض الفولك يعطى في بعض حالات فقر الدم الذي يصاحب الحمل , مع خلاصة الكبد في بعض الحالات . وفي بعض انواع فقر الدم , يعطى فيتامين – ب او ج – واقراص الثيروكسين , اذا كان هنالك نقص في هذه المواد في الجسم . من هنا نجد ان كل حالة فقر دم تحتاج الى علاج خاص يتناسب مع سببها ونوعها , وبمعاونة المريض ومهارة الطبيب مع المختص بالتحاليل – يمكن التغلب على معظم حالات فقر الدم التي تنتشر ويزداد انتشارها يوماً بعد يوم ...

الدكتور / فلاح الشمري – بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق